Archive for أغسطس 2014

طَـنـيـن الشَّـك واليـقــين
19 أغسطس 2014م
لو شوكة الساعات مَـشَـت
وين ما مَـشَـت!!
بيها العِمير أب دم وقِـيـح، ينـشَـكَّ.
راح العُمُر يا مَـكْ ..
نَـكَـرت فـعـايـلك مـكـَّـه.
والشَّـك رِهاب الذاكـره
والمويـه تـسلك في الدروب
الماشية جيهة الحَـقْ
في كلِّ شيتاً حَـيْ ..
الموية بتنقِّـط يقـين ..
في نفوس حميده وشاكـرة،
نقَّـاع غسيلاً .. مو غسيل
لا شطفة ديك لا مَـصمَـصة ..
تهْـرِد هَـرِد .. أدران نفوساً
خاينه خايفه وماكـرة.
الموية عندها ذاكـرة
والبرْق والأرض .. السِّحاب
والغيمة والليل والضباب
و الناس.
عالم بِـيـتعَـشَّــق غَـبَـاش الظن
عالم بيـطـرى الحزن والألم الألم
والجاني والزول الظلم
بس ديلا ينسـوا الآخـرة
والسيل تراكُـم ذكريات النَـتْـرة فـيك
حس الرعود والرصَـرصَـة
ورِّيـني سـيل نـِسَـى مَـرْقَــدُو
وريني من ديل المهابيل البُـعام
من يطرى دمع الطَـرفـة
عَـرَق الجَـبهة
من فوق مجرات الكباش
تحت السماك يتبكَّى
أو يطرى عـيدان الخـيام
هم ليهم النوم الهني
حيشان .. مداين الهـمـبريب
ويـخُـتُّوا تيجـان القصور في العالي
في الهَـضَـب،
النجود المَـلسا،
عند شَـبَـق الدعاش
أما المساكين الدُراش
فالخور وسايد مَـرْقَـدُم..
من فد هطيل .. تِـنْـدَكَّـا
والذاكْـره لامن تـنغمِـس في الطين ..
بتصبح طين  ..
طيناً عَـميكـة ولـُـكـَّـه.
ويومها التغيب في ظِـنَّـتَــك
راحت عليك السِكَّـة.
حِس القِـرِش .. ظِـنَّـه
خَم الهَـبـِش .. ظِـنـه
دم النَّـبـِش .. ظِـنـه
ما بيتسمع.. ولا فـيـش يقـين
إلا النويـح فـوق البِـرِشْ
تـتـذكر الكـون في شـريـط
ويـمر عـليك طـيف الحياة
زي البَـرِقْ
ويجـوط عليك العَـرْشْ
ما تْـفُرزو من قَش العَـرِشْ.
يمسخ عليك الموت
تحـلالك الدنيا
بس العُمُر هيهات ..
لا طار ولا ركَّ.
هات من طـنين الذاكـرة
من بَـرَّه هاك
من جُـوَّوه هات
السُـلْـطة والأنا صولجان
إيدين من الشــك والظـنون
ما بْـتَـلحَـق الظـن البديل
أو تمسِـك الحـال اليـقيـن
الماتوا يَـدْنولَــك عديل
مادِّيـن إدينهم يلـمـسوك
خوفَـك يَـبَـتِّـق في وشِـيك
روحَـك تَـصَـنقِـر في الدفوف الدَّاقَّـة
تالى النافـقـوك
وين ما بتصـيــح ما بيلحـقوك
(سِـير يابا .. سِـيرْ
تَـرْجَـاكا .. طيرْ
طـيـر يابا .. طـيـرْ)
تَـرْجَـاكا شَقْ .. ترجاكا ريـح .. ترجاكا بـيـرْ
تسمع غُـناهُم رَبَّـة في الليل العَـضـيـرْ
تَـرحَـل معـاك الذكـريات
حَـبلاً مَـتيـن
متتابعة لامـن تّـنْـغَـلِـقْ في ظِـنَّـتَـك
ترجاك سـمـوم الأسئلة
يا ربي دا السـودان؟
تتذكر الصورة الزمان
يرجع لك الإسـم القديم
يا الله دا السـودان؟
ياهو العرفـتو وشُفـتو في غـابـر السـنـين؟
وتْدُّقْ جَـبـينك باليدين ..
ياخ دا اللـي كان؟
ياخ شُـفتو وين؟
ياخ اسـمو مين؟
وينطَّ ليك ماضيكا بي تُـهَـم الأمِـس .. والآن
تـخـنق يقـيـنَـك تُـهْـمَـتَكْ
ينسلَّ ليلك من مخدات الأرق
ظـنَّـك يقـوم خـيط من دخـان
يصل السما .. وانت بتخور في الأرْضْ
تـتهاوى .. متَّـندِل .. دِلادل
يجري فيك الريـق سلاسل
بالجرادل والغرق
ويـن يا مناديل الورق؟
يات من يخُـمَّـك من أباطـك
زي دِلِـق تجـي مِـنْدَلِـق
لا إيد بتجبِـد لا نَـفَـسْ.
تتناسى روحَـك والمـحيط
تنسى المشاتر
والمقاشر
والعبيط
كَـدِي والـكَـدِي
تـطرى الحواريين .. يقبلوا غادي
يلعنوا سرهم
تلمع خناجر جهرهم
تتذكر الموت هسِّي بَـسْ.
العيشة والموت الصـدِي
الاتفَـلَـق
والاتحَـرَق
والاتشَـنَـق
والاندَهَـسْ.
خيط من دخان
والصورة واضحة وإتْـش دي
ويجيك كلام أول بيان
بالنُـقْـطَـه ..
والحَـرْف ابْـجَـدِي
يتبادل الشك باليقـيـن
يرقص مع الصدق الكِـضِـب
يا الله دا السودان؟
وينو الهَـدِي؟
يمـرُق عليك صوتَـك براك:
-         وديتو للزمن الرَّدِي.
-         وانا كنتَ وين؟
-         في جَـنَّـتَـك .. محروسة بالسيف .. بالسماسرة .. وبالجحيم.
-         والكان زمان؟
-         دَخَـل المجاهِل والقرون الأولى .. سافر في السجون
الفي الجنوب في كُـسْـتُـبان
والفي الشمال في كسـتبان
-         وتجيك ظنون الهَـتْـرَشَـات
تحرق هضاريب اليقين فيكا وتفتِّـش ذمَّـتَـك
-         وينْـهِن مَـشَـاهـيد الصَـغَـر؟
ذكرى الجَـهَـل .. والناس زمـان
والخضرة والباجور وقعدات السَـمَـر؟
والتَـقْـنَـت الرويان .. رضي؟
ترحل معاك الذكريات حبلاً متين
متتابعة لامن تـتـصل بي ظِـنَّـتَـك
تتضارى من شكَّـك .. وراك
أو تاني تمرق من جديد
تمرق وراك سكك الحديد
والنهري والبحري
والحقلِ والنقلِ
وعطالة الأشغال ..
والنخوه والأخلاق
كل المشوا
والكان تشردوا في المداين والبلاد
حتى الولاد الكان تصبروا واختشوا
هُـم والأرامل
والحوامل
والهوامل
والتشتتوا في الهموم
والدمعة
والكون الســهاد
تطلع متل حبل الوريد
لامن يسَـرْسِـب خيط من الحلقوم
ويلصق فوق شراشيف  القلب
وَرْمَـان من الحزن الدفين
مُـتْـخَـثِّـر اخضر قيحو  
من حَـق الخلوق تَـخْـمَان
مَـطَـمْـبَـج بالذنوب.
يتلاقو حق الله
و حق الناس
ويقَـبقِـبوك مّــلَـكـين
في الوقتِ داك ...
ياكا البَـراك
بَـصَـرَك حَـديد
روحك تغَـرْغِـر في الوتـين ..

والشك يَـصَـل مِـيـس اليقين.

طنين الشك واليقين أغسطس 2014

حقوق النشر © القدال