Archive for نوفمبر 2014

دوباي لعشرة سنين بنات حفرة
امدرمان 29 يونيو 1999م

 يوم تتواري في شفق الصباح الطالع
الضي ينشرق بيكِ ويدَوْدِوْ شالِع
الخوف ينسرِب من نسمِك الطمَّنـِّي
 والنيل قلبو يبرد من رعاشو الهالع
الشمس مع جيتِـك .. بتمرق مِنـِّي .. عشرة سنين.

وعشرة سنين مخالطِك جـِنِّي
سُـفلي ينوني تحتِك .. ومن بكاكي يغنـِّي
سفلي .. مع الكلام .. أملس، مزركش .. غُنِّي
سفلي .. مع السلام .. دَلـََس البقول يا.. حِنِّي
سفلي .. وفي النظام .. إبليس وحالق سُنِّي، عشرة سنين.

وعشرة سنين .. وسوء الحال 
وسؤ الطالع
البلد المشتت خيرها في الأوحال
وكل من جاها 
 في دَغَشْ الصباح فَجَّـاها
بالدبابة والأرتال
وعِمة وكاكي لا راي لا فهم لا مال
جاك من ميسو قال باسم الله
آية وراية
آية وراية
نازل في المغارب .. سافِّي
طالع في المشارق .. بالِـع
الجنا جَنَّ من لحسة بيان إنقاذو
لامِن غَنَّى
واصبح في المراقص ضالع.
في فَدْ فَنَّة ..
عشرة سنين ولا هنَّاها
لا منَّاها
لا طمَّن عليها البال
 وما بننساها .. مابننساها
ما بنتكل عليك غناها
يا ليل المناحة الطال لعشرة سنين.

عشرة سنين وصبر أيوب
وسَفْ الطين
وسلقْ الطوب
وبطنِك خاوية شديتي الحزام مكروب
ومديتي القرع والعين
وعشرة سنين مزحلقة هاوية
ما معروف قرارِك وين
ولا كان النزول محسوب
وجرفِـك عالي
عالي عُلا الأماني الخاوية
والحفرة القصادِك ضلمة
 يلحق راسها في الأرضين
والحفرة القصادِك يمة
أبعد من حِبال صبرِك
ولكن ضُمة تقصَـر من حِبال بالي
فيا ويلِك على حالِك
ويا ويلِك على حالي
ويا ويل البعد .. جايين
إذا ما الحفرة .. تبقى الدين.

وعَشَرَه سنين وريدِك مويه
عشعش بالسموم والفاقه
ومن بعد الغنج والروقه
جاتِـك طامة
لاشبال بناتِـك هَـفَّ
لا بتعرف عيالِـك تويه
لا صفقة ولادِك لامَّه
والغمة العليك ساساقه
ما أدت شموسِـك طاقه
قلبِـك رفَّ
من وجع الملاريا العامَّه
لي رقب السحايا اللفَّ
مِـيته وخامَّه
عندِك فيها شِن بتقولي؟؟
عندك لا جمل لا ناقه، عشرة سنين.

عشرة سنين بنات حُفره وبنات الغَـش
ودقناً لطعه فوق الوش
وشال شاويش
وسُـمنه جديييدة لا بتضارى لا بتنفشْ
ؤزير قدامي بالنهب المصلَّح ..تااااامْ 
والقُـلَـل الوراهُ حَمَامْ
مَكَـرفّـس بالزبيب والتين
يخُجَّن كان ضحِك .. كان هَـشْ
وعين غرويدة من سهرة قيام الليل
علي الهَـبْـش المَعَ النفرة
وعلي الهبر الورا التمكين 
فيا ويلِـك من اللغة واستلاب الحَرْف
ويا ويلِـك من التفعيل
ومن معنى التوالي التاه
ويا ويلك من التعليل
 ومن قولاً صِـبـِحْ شَـفره
إذا هذا الهبِـِر في الفقر فكيفَ الهبشُ في الوفرة؟؟؟؟
وعشرة سنين مَـزارع يابسة
 والدين العليها يعلِّـي مُدْمَاك طوقا
والزارع شريك من أصلو
أصبح زي أجير واندلى
واتدهور صبح ماروقا
ما خابر مسورو وفصلو
من كـُتـْر الكلاب الكابسه
محفظْة البنوك العابسه
والطرَّاد
ضريبة الموية
حق الأمن وحق الطير
جباية الشونة حق العير
وزاد البير
وزاد للكل طمع في أكلو
لامن سدرو جاهو السُّـلْ
 وكبدو من الغبين محروقة عشرة سنين.

وجود يا نمي
جود لي شعبي بعد الصَبْنَه، جيب انسابو
وقول يا فمي
قول لي شعبي حِسَك في السُكَاتْ .. شِن نابو؟
عشره سنين علي رَبـَقي اللحو الجابو
صحَّت فيْ أباليساً تبتـَّلو .. تابو

حليلـَك من هضاليم الخلا البتشابو
ومن تفاحِك الفَدَع السبيط ربرابو
الخلاني ازازي مع الشَدَر .. سرسابو
صُلح المشتل الحزم الوسط قرقابو

وين يا اب عازه دفِّيق المشنْير كابو
وين يا اب عازة أيام المشبرق نابو
نحن الكي جديد ما بنخشى من ديدابو
لا الزمن الحزين بحجرنا لا دبابو

نحن اهل الجمال والزوق انحن اصحابو
فينا الفن مقسَّـم في الحضور والغابو
للحرية نحن عيالنا كيف يتشابو
يا طالب الريال .. نحن الوطن طُـلابو

يا ولدي العزيز ويقود محارق غابو
مارق للمحاص زرعاً فتق تيرابو
سارق منو دقن الغـَيَّـة روح اترابو
ما شيـَّبني غير راس العيال الشابو

البلد الرَبـَط قولو وعـِلـَت أحزابو
بكرة يفتِّح الدرس القـَفـَل أسبابو
الجامعة بتعود والشعب بجدع طابو
والفاكرنا غوش خلـِّي اليضري ترابو

ما بنساكَ يا العرف الإله في كتابو
تقدل في الجـِنان نيتك تودي رحابو
ناس الدنيا عاملين الدنيـَّة وعابو
ساوين البلد صَيـَّاً عوت كلِّابو

انتَ مرقتَ لى الليلة الله.. غيرَك هابو
 والدخلت على البلد العزيز .. مارقابو
قالولنا الصبر واجب حزم لبَّابو
وين للغيـَّر التايوتا قـفـَّل بابو

شن مارضني غير الفي القلب جبجابو
وشن معنى السلام لليله واقفة حرابو
يا وطن العـُزاز مين البدور أسلابو 
بكرة الصِحْ يصحْ ... كـُلْ فار وياكل .. صَابو. 

محمد طه القدال

دوباي لعشرة سنين بنات حفرة

أوبريت نساء بلدي محمد طه القدال تم في18/2/2010 1. أم الناس أنا السر في المعاني الجاهرة وانا البر في القلوب الساهرة وانا الإخلاص إذا الإخلاص خَلاص الذمة أنا البدي الحياة معناها واحد فرد ، وشعبِ وأمة أنا الأم البتبذل روحا لي كل من يقول يا يمة 2. الحبيبة تاجوج يا بهاك يا ود محلَّق شلت اسمك من بهاها وانت بي تاجوج معلق والقلوب قالت غناها زينة زي بنوتنا طالعة في الغروب طيب جناها وفي الجنوب أبنوسة تالعة وفي الشروق محزوم حشاها وفي الشمال نخلتنا فارعة كلهن حد السماحة وكلهن تاجوج معاها 3. التفاني رابحة الكنانية يا رابحة يا أم الحنين (لو نقَّط الضحوي البريق ) عصرية خَتـَّن حنتن، في السكة شالت حنتك دم المسافات الحريق (تحبل كما الأمات) وتشرق بالخبر يالماشي للمهدي الإمام أنا زي شوارع بالبنات متحيِّنة (برسل تراتيل الخروج ليهن وبقطع سرتن) شفت الحمام تقلي وانا والزواجل في قدير غنواتا من زجلي والرحلة تعريف الهديل وأنا من كنانه على العديل أنا رابحة بعرف أنتن (أنا يا عشاي زي بذرة في جوف الأرض أو ضحكة في طرف القلب بتغني لو جات في العيون والضحكة لاقت مرقتن) أنا رابحة يا ود بطني جيت لا تهت فيك لا غبَّت العين عرفتن 4. الشجاعة مهيرة وشغبة الليلة العريس مارقابو في البرزات بت المك مهيرة الحجلن فاردات غنت للعقيد والخيل مشن دافرات الفارس مرق لملمهن النافرات لا فاتن مراح لا قبلن شاردات زغرودتك صليلن والسيوف كارات شبالك ضفايرك بالمسك عامرات واخوانك بسروا البال غطا الجارات من شغبة البنات غنن غنا الاخوات فوق هيلن دفوفهن بالشكر قاحات سجعنو القصيد في الباردة والحارات لا هابن ولا عابن . . دقر تامات 5. فاطنة بت جابر(1) وبخيتة القديسة (2) بت جابر فوق ألواحا واخوانا الأربعة جوها حق الشرافة تمرنا لالوبة على الختموها يا ست جوزفين يا بخيتة في روما الباعد ميسا بت سودانية وفاردة ساجدة وعابدة وقديسة ظلم الأقراب والدنيا وسجن الأغراب ما يقيسا 6. المستقبل يا إيلاف ويا إيباء انا إيثار، سلمى وفطومة وانت مثاني وانا شيماء وانا ريري وساجدة وإسراء وانا وعد ودي حبيبتي ولاء وانا دانية وميري وحلومة أمنيّة ، نسيبة وأمونة وانا بت اماتكم آلاء نحن حلاوة الأمس الذكرى ونحن بنات العرس الليلة ونحن الغرس القايم بكرة ونحن الأخت الصابرة وصامدة نحن الأم الجاية حنينة ونحن الشكرة الفي البنينة السودان شلناه في قلوبنا ونحن العز نبنيه بايدينا نحن بنات بت زاهر خالدة نحن الأمة الخالدة ووالدة لنا القيام لنا القيم و لنا الخيار والاختيار (هذه الأرض لنا فاليعش سوداننا عاليا بين الأمم) ______________ (1) أولاد جابر الأربعة وأختهم فاطمة يرجع لهم فضل نشر التعليم عبر الخلاوي ، عاشوا بجزيرة ترنج بين نوري وكريمة أيام السلطنة الزرقاء ( حوالى 1590م) وهم أحفاد غلام بن عائد الركابي (2) الأم جوزفين بخيتة راهبة سودانية عاشت في إيطاليا واعتبرت من القديسات (1869-1947)

نساء بلدي - أوبريت

جابر حسين الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 21:47 المحور: الادب والفن تأملات في وجه الشعر بعامية أهل السودان . ا (1) --------------------------------- " يا أصدقائي الشعراء ، أسمحولي أريحكم قليلا من الشعر لكي أتلوا عليكم بيانا في وصف حالتنا العربية " ... - درويش - في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي كان السودان ينوء تحت وطأة حذاء ديكتاتورية نميري السوداء . كان الظلام كثيفا والعسف والقهر والمسغبة في أعناق أهل السودان قاطبة ، الهواء كان مالحا و السماء تنذر بهول مرعب والبلاد كلها علي شفير الهاوية . لكن الشعر كان حاضرا في مواجهة الطغيان ، صارخا في برية البلاد كلها ويحدس إرهاصا بالثورة المقبلة . أخذ الفنون جميعها في خاصرته وظل يصدح بالأغاني والأناشيد . محجوب شريف يطلقها قصائده من داخل السجن فتطلق في سماء البلاد نداءات وشعارات وأناشيد فتغدوا في ملامح الشعب رؤيات وشموعا تشعل الضوء في نفق الديكتاتورية وتكشف عنها سوءاتها للملأ ثم تبشر بالغد الآتي . في تلك الحقبة السوداء من تاريخ شعبنا ونضالاته طلعت أجمل الأشعار والأغاني والأناشيد ، نهض المسرح عفيا يقدم عروضا شعبية عالية القيمة والإبداع علي امتداد شارع النيل ، وأنضم التشكيل فقدم أنضج وأروع اللوحات زينت جسد الوطن المعافي . نهض الشعر في معية الفنون جميعها يصافح ، ليل نهار ، نضال الشعب وتوقه للحرية والإنعتاق والديمقراطية ، لكأن المبدعون كانوا يرون رؤية فيكتور هيجو و ... يتمثلونها في إبداعاتهم وهم يخوضون في بلبال الثورة التي يرهصونها في الفنون : " لا ينتقص من قيمة الجمال أن يخدم الحرية وأن يعمل علي تحسين أوضاع الجموع البشرية . أن الشعب المتحرر ليس قافية رديئة . والجدوي الوطنية أو الثورية لا تنتزع شيئا من الشعر " ، بل تزيده ألقا ونضارة . في تلك الفترة نفسها تشكل الهرم العظيم للشعر في عاميتنا الفصيحة . كان محجوب شريف في أعلي الهرم ، الخفقان في قلب الوطن ، ثم من بين جماهير شعبنا كان الطلوع البهي الجسور لقاعدة الهرم في نهوضها الكبير ، كانا معا ينهضون بشعبنا صوب القمة في الأعالي ، حميد والقدال . الشعر في ملامح الوطن : من بين الركام القمئ للديكتاتورية طلعت أجمل الورود ، بعطر الثورة تصافح سواعد وقلوب الشعب ، طلعت – يومذاك – الجسارة في قصيدة القدال يعلن في الملأ موقفا ورؤيا ، لكأنه كان يسجل موقعا للشعر ولقصيدته فيسير علي نهجها حتي يوم الناس هذا : " أبيت الكلام المغتغت وفاضي ... و ... خمج ! أشوف العساكر تباري الكباري وتفتش قلوب الجهال الشلوخهم هوية و ... أغني الزيوت والكنانة ، كضب ! أقول البنات المفتح صدورهن يقالدن رشاشك ويخلن حبيبهن ... كضب ! " ... تلك كانت وجهته ، كان عليه أن يكون فيها تلك اللحظة الحاسمة من لحظات قوله الشعري ، فالبدايات هي التي تحدد مسار وتطور الشعر من بعد . عليه أن يكون فيها ، بجانب شعبه وقضاياه في التحرر والتقدم حتي لو لم تتح له غير تلك اللحظة الواحدة من الأمل فلا مندوحة من أن يخوض غمارها ، حتي لو فقدها فلن يأسوا عليها لأن هناك آخرين سيسكبونها في نبع الثورة السيال ، كل الآخرين في شعبنا العظيم . كم تعرض القدال للعنت والقسوة والملاحقة من سلطات الديكتاتوريات حتي الآن ، لكنه أبدا لم يفارق نهج شعره ووجه قصيدته . ظلت أشواق شعبه وآماله بعضا حيا في وعيه وفي قصيدته . فقد إبتدع لقصيدته وجها هو وجهها بالذات ، في صورها وفي معانيها و في دلالاتها في شسوع إمتداداتها إلي فوق ، حيث رحاب القصيدة في أعلي أعاليها . جعل لها لغتها وملامحها ، وظلت اللغة عنده ميدانا لنسج البراعة والجدة والإبتكار ، نعم هي ، في عمومها ، تعد لغة أهل الوسط ، لكنها تمسك بالكلمات من أعناقها لتعيدها في سيرورة الإنتقاء الحصيف فتغدو في المعاني المبتكرة لكأنها قد نسجت فقط لتكون في جسد القصيدة ، وفيها ما يفهم لغير أهل الوسط عبر صوتها واصداء وقعها في نفس قارئها أو المستمع إليها . قلت المستمع ، نعم لأقول أن مأثرة القدال الكبري تكمن في طريقة إلقاء القصيدة ، يطلع منه ، من دواخله كلها صوت القصيدة ، أظنه لا يعيش تلك اللحظة إلا مع قصيدته ، ولا يري في الناس أمامه إلاها وحدها ! تكاد تري الآخر لديه هو نفسه ، ذات الشاعر نفسها ، تنطلق حرة في مسار رؤاها معلنة للبصر والبصيرة تخوما عاليات تتيح له – كل مرة – بلوغ تأليف المعني ونسج أردية القصيدة التي ، لا مندوحة ، هي رؤياه نفسها أيضا ، وتجعله في مؤامة لغتها هي بالذات ، فيصف تهيئاتها التي هي بعضا كثيرا منه . أحيانا " تنشق " المخيلة عليه فتري في القصيدة إنتقالات وقفزات رشيقة في وجوه شتي ! يكتب قصيدته بشغف حقيقي راسما ، بعاميته المنتقاة الآخر الناهض في مواجهته! ولكن ، ما هو الآخر عنده ؟ واقعه المعيش أم ملهمه الشعري ؟ أم درايته الشعرية ، أم هو ما يلتصق منهما في ذاكرته فيبدأ يتشكل " الشك " لديه و ... " اليقين " ؟ وما هي ملامحها وكيف تبدو إذ تكون بعضا حيا في جسد القصيدة ؟ القدال صاحب الدراية والفطنة والدهشة ، تراه يجمع حتي الكواكب ، حتي ذرات الحياة الصغيرة فيصوغها لوحات ملونة في قصيدته . يلم شظايا الكلمات ، المهملة منها والغافية ، فيصنع منها متراسا صلبا من خلل كينونته الشعرية التي احتضنت الخيال منه وخرجت عنه في ذات الوقت ! يفعل ذلك وهو يبحر ، في ذات الوقت ، بمهارة البحار ، في فنيات قصيدته ، في اللغة والصورة والمعني ، أيا ما كان موضوعها ، ممسكا بلحظتها الشعرية حد يصل بها إلي الإشباع المزهر في وجوه تطلعاته للبزوغ وللتحليق في فضاءات الممكنات في راهنه ، راهن الشعب والوطن في وجهة تجلياتهما . فيبقي الآخر هو نفسه الشاعر ، الوجه الحقيقي للشعرية في حياته ، حياته هو وحياة الآخر الذي هو شعبه ووطنه و ... في رؤاه . لقد تعرفنا عليه – رويدا رويدا – من خلال قصيدته ، التي هي من عامية لغة أهل السودان ، تماما كما تعرفنا علي عاميات آخري لدي محجوب شريف وحميد ، عرفناه ، إذن ، من خلال قصيدته ، من خلال ما أراد هو لنا أن نكون فيه ، أكيد ، هذا مما يجوز للشاعر ولايجوز لنا ! دواعي هذه الكتابة : قرأ القدال قصيدته / الملحمة : " طنين الشك واليقين " علي مسرح قاعة قصر الثقافة بمدني ثالث أيام العيد . كان يعاني من تداعيات " نزلة " أصابته ، لكن لم يستكين إليها ، فقد تلي القصيدة في صيغة الأداء بالغ الفصاحة والدلالة الذي عرف به . بدأ في سعيه الشعري يقول بحالته وبحال البلد ، لا يكف عن تأمل الحال والإفصاح عن ما يكاد يخفي فيكشف عنها استارها لتبدو في ضوء الشعر واضحة واضحة ، يذهب وراء رؤاه تلك : " لو شوكة الساعات مشت وين ما مشت ! بيها العمير أب دم وقيح ، ينشك . راح العمر يا مك ... نكرت فعايلك مكه . والشك رهاب الذاكره والموية تسلك في الدروب الماشيه جيهة الحق في نفوس حميدة وشاكره ، نقاع غسيلا لا شطفه ديك لا مصمصه ... تهرد هرد ... أدران نفوسا خاينه خايفه وماكره . المويه عندها ذاكره ! " يمشي القدال مع الذاكرة ، مع الموية ، و " البرق والأرض ... والغيمة والليل والضباب و ... الناس " ، يمشي وهو يتأمل الناس و البلد " الحدادي مدادي " ، الوسيع بلحيل يا مبارك بشير ! فبدأت أنا في تأمل قصيدته ، من أولها حتي نبضات الشاعر في لغتها وملامحها وسيماء المغايرة فيها ، وهي – في ظني – تعد في جديده الذي علي مغايرة من قصيدته التي عرفت . دعاني ، إذن ، داعي المغايرة لقراءة قصيدته ومعرفة وجوه الجدة والمغايرة فيها ، لكن ذلك درس سيأتي أوانه وفي حين القصيدة التي طلعت ، الآن ، في الناس . التحية لشاعرنا الكبير وهو يحمل هذا الوقر المهول علي عاتق الشعر منه ، فلم يعد في وجه شعرالعامية عندنا من هو بمثل هذه الوجوه البديعة في قصيدة العامية . ------------------------------------------------------------------------------------------ * محمد طه القدال شاعر في العامية السودانوية ، ويعد أحد أكثر شعراء العامية غزارة في مستويات وسياقات اللغة العامية في السودان . له العديد من الدواوين المطبوعة وأشعاره متوفرة علي النت .

الأستاذ جابر حسين عن القدال

الاعتذار للآخرثقافة تحتاج لشجاعة الروح، وشكرهم يحتاج كرم النفس. فمن يستطيع أن يقول: عذراً.. يستطيع بالتأكيد أن يقول: شكراً محبتي Like

من أقوالي في الاعتذار

تحزن قليلاً على صديق الظن الذي يسيئ إليك .. وتحزن كثيراً إن طالت هذه الإساءة من رحلوا .. ولا يستطيعون الحزن على من أساء إليهم. قدال

من أقوالي في الحزن على أصدقاء الظن

صابرين - مصطفى سيد أحمد - سهرة شرف الكلام مع الأستاذة عواطف سيد سيد أحمد الكورس عواطف ويحي فضل الله والقدال https://www.youtube.com/watch?v=ATLZMNMtFnU

صابرين مصطفى سيد أحمد - محمد طه القدال

الخرطوم – صيف 1977م وأنا أطوف مع الفرقة الإرترية التي كانت تقيم معنا في داخلية الرازي – كلية الطب – جامعة الخرطوم مهداة إلي الشهيدين عمار وحكيم محمود الشيخ محمد طه القدال "إرترا ناي صباح" إذا قالت عروسٌ فوق كفّيها وشاحُ الوردِ والمدفعْ إرترا نا تسيباح وداعبَ قلبَها أملٌ بأن تلقي بخاتَمِها على شرفاتِ بلدتِها لعل عصافرُ الشرفاتِ يوم قدومها تمضي لكلِّ الكونِ .. تخبره بيومِ زفافها الآتِ وأن تلقى أحبتها على أطرافِ بلدتها فيحتملونها شوقاً على خيلٍ كلونِ الصبحِ من ريحٍ سنابكُها وصوب الأمِّ يعتمرون من بركاتها حباً وفاتحةً ويحتلبون ثدي الشمس إيذاناً بيوم السدِ يلتقطون ضوء الشمس ... طرحتها وأطفالاً بلون الأرضِ يأتزرون حبَّ الأرضِ يهتزجون ملحمةًً .. أناشيداً ليوم زفافها الأكبر: ياشهيداً زُفَّ نحو الشمس من دون الورى قبل الأرضَ فهامت شفتانا بالثرى ثائرٌ إبنٌ وأمٌ ثائرة تلكمُ الخرطوم لبّت حين هبّت أسمرا. ثم يمضي موكبُ الأعراسِ يحدو يشتلُ الألحانَ في كلِّ الخنادق يرقصُ الفرسانُ فيها رقصةََ المجدِ عليهم شارةٌ تعلو .. وأضواءُ البنادق وسرايا من شبابٍ كم أحبوها ليالٍ بين غاباتِ المشانق فأذا النصرُ هلالٌ وإذا الموتُ خضابٌ وإذا الساحاتُ تغدو في ضحى العرسِ السُرادق.. ونشيدٌ في فم الثوار يعلو أسمع الشهبَ فقالت: إنها كانت تلظَّى إنهم حقاً بيادق ونشيدٌ في فمِ الثوارِ يعلو: يا نضالاً خطَّ في الصدرِ وشاحا صارتِ الأصفادُ في الأيدي سلاحا بعد عمقِ الجرحِ لن نخشى الجراحا سنطولُ النجمَ كي نلقى الصباحا. وإذا ما ضمّت الأرضُ بنيها وأضاءت قُبلةٌ دفئٍ على دمع العروسه أخرج الفلاحُ فأساً من خزاناتِ المدافع ومضى الفارسُ يحمي يوم عرسِه يا أياديِ قبّلت تلك الخناجر هل تواعدتم على اللقيا على درب المصانع عند أرباض مصوّع؟ يا فتاةً ضمدت يوماً جراحا سوف يزهو الجرحُ يوماً فوق أزهارِ المزارع فوق رمل الشاطئِ الغربييِّ من بحرِ عصب لوّح العرس المزاهر ردد الفرسان للدنيا نشيداً زاحم السحبَ الأعالي: سوف نبني ونغني سنغني كي يقوم الشبلُ فينا مثل خنجر ونغني للتي قالت سلاحي .. عودُها مازال أخضر ونغني لشبابٍ صامدٍ صلدٍ وأقدر ونغني لإرترا يا أرترا يا غدٌ زاهيٍ وأنضر (نوا قونوم كلُّو زُجُك أونو زا دخمو وين طِغمُم نبر ريباح أي تيدللي نيّا إرترا ناي صباح) *****

إريترا ناي تسيباح (أريتريا المستقبل)

ٌقرأتها على خلفية أمجاد: (القلب إن أباك .. العين تديك خبر) فتعجبت !! لماذا لا تكون: ( القلب إن أحَبَّك .. العين تديك خَبَر)؟؟

حمكة وحكاية

حقوق النشر © القدال