الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014


مَجــالُ  الجَمــالِ 

     محمّد طه القدّال
الغناء بجمع المخنَّث السالم (2:2)
لو درتَ تبعِد تشيل قلبي من قلبَـك
بتلايق معاك ببقي ليك في حلقك
 كان الشعراء في الماضي وحتى عهدنا الحاضر هذا يخاطبون الحبيبة ب (يا حبيبي) ولكن الكل يعلم أنه خطاب التورية والإخفاء لأسباب اجتماعية وتاريخية معلومة والمقصود بهذا الخطاب الحبيبة الأنثى بكل صفاتها الفيسيولوجية والنفسية. وبصرف النظر عن الركاكة الظاهرة في المقطع أعلاه والخلل في الميزان الموسيقي والقبح في المعنى وفي التراكيب الأسلوبية والمكايدة ألانثوية القميئة، فالثابت بموجب معاني هذا النص أن هذا القول لا يمكن إلا أن يصدر عن أنثى محبة وموجهة الخطاب إلى حبيبها، ولكنها أنثى (فاتية) في منتهى البجاحة وقلة الحيا، تقف وسط الحي وتضم قبضة يدها اليمنى و(تدعكها) في راحة يدها اليسرى المنفتحة على الآخر، مراراً وتكراراً.. وتردح بالصوت العالي:
لو درتَ تبعِد ..  تشيل قلبي من قلبَـك
بتلايق معاك ..  ببقي ليك في حلقك
هذه امرأة قادمة من ماخور. لا تعرف الذوق وولا اللياقة ولا تدرك الفرق بينها و(اللايوق). وقلبها المفترض أنه موجود في قلبه، و(في) هذه تعني أعماق المكان وليس موضعاً بسطحه، قلبها هذا لن يحتمل البعد والتخلي والرفض والاقتلاع من قلبه، فينكسر وينـزوي حزيناً لا كما كانت تفعل النساء الأصيلات (أمات عروض) المفجوعات في حبهن. كلا. هذه المارقة تلجأ إلى (الملايقة). والملايقة من (المفاعلة) ويشترط في قيامها وجود أكثر من طرف حتى تتم عملية الملايقة لأنها لو  قالت (بتلايق عليك أو فيك) لكان المعنى أنها هي وحدها (اللايوقة والمتسلبطة). ولكنها قالت (بتلايق معاك) يعني الحبيب نفسه لايوق ولزقة.  هذا زمن الحب الويكة؟ و (ببقى ليك في حلقك) وفي رواية أخرى عن سنكوح الراندوقي أنها (ببقى ليك في قلبك). فإن كانت الأولى (ببقى ليك في حلقك) وتعني ( أنا شوكة الحوت ال لا بتنبلع ولا بتفوت) فهي اللزوجة في المعنى والركاكة في الأسلوب والموقف الفاضح وغير المشرف. وإذا كانت الأخرى (ببقى ليك في قلبك) فهي الأكثر ركاكة ففيها المكايدة القبيحة من الحبيبة التي تقول لحبيبها بالعربي البسيط (كيتن عليك) وبالفصيح (كيداً لك)، وأياً من الروايتين تنم عن تهديد وابتزاز و(قوة عين) وخطأ فادح وفاضح في مفاهيم ومعانى الحب. فهم مختل نابع من نفس مريضة تحتاج لطبيب نفسي. والأدهى وأمَـرّ أن كل هذا اللغو من هذه المرأة الفاحشة يتغني به رجل. رجلٌ .. أي ورب هذا الإنسان الذي كرمه خالقه. رجلٌ مثلي ومثلك (تحكر) إلى (دلوكته الخاصة) ووقف أمام أركسترا من آلة وحيدة هي الأورج وقبض على (المايك) بكلتا يديه بعد أن أصلح بنطلونه (السستم) وعمل ا(التست .. تست.. تست..) للسوندسستم وأسبل جفنيه وتخيل حبيب القلب المذكر السالم الذي كان ينبغي أن صورته في خيال مغنية أنثى، ثم جعر بكل ما أعطي من (فحولة!!):   
لو درتَ تبعِد ..  تشيل قلبي من قلبَـك
بتلايق معاك ..  ببقي ليك في حلقك\
........



حقوق النشر © القدال