الأحد، 5 يوليو 2015

إن ما يقلق حقاً أن السودان الآن مليئ حتى الأذنين بأمراء الحرب .. وهلال ببعده السياسي لم يتخل أبداً عن تسليح نفسه وحتى الأسنان كما يقولون. وكل عشرة أفرادة أو ألف يقودهم أمير حرب، يسعى إلى سلطة قد يتيحها له هذا النظام تفاهمات ثنائية هي أقرب إلى التآمر على الوكن منها إلى أيجاد حلول لقضاياه. ومن ثم يأتي الأمير مدججاً إلى الوظيفة كما كان مناوي .. هذا بالإضافة إلى أمراء الحرب داخل المؤتمر الوطني نفسه .. بمليشياتهم المختلفة من طلاب وشباب ومرتزقة والبلطجية. الآن وبظهور داعش في السودان كخلايا للتجنيد والتصدير إلى أماكن حرب داعش، زاد أمراء الحرب أميراً جديداً لا تستخفه سلطة أو تستهويه وزارة في السودان ولا يصبو إلى مفوضات أبوجية أو قطرية ولكنه يريد السودان بكامله ضمن إمارة من إمارات الدولة الإسلامية الواضحة والمنشورة على خرائطه دون مواربة. ماذا لو غيرت داعش اتجاه بوصلتها في السودان إلى التفجير بدلاً من التصدير؟ هذه البلاد (السودان) وللأساف لا تحتاج إلا لمن يقدح الزناد حتى تشتعل. وحينها سوف نتمنى أن يرزقنا الكريم وضعاً كوضع الصومال.

الوهن وانعدام الإرادة هو الذي أصاب هذا النظام المهترئ حتى صار يرى مقتلنا ولا يزيح ضرراً. تجسد هذا الوهن والموات في الوقوف العاجز أمام أبسط واجباته الأمنية، من الحرامية في الشوارع والأحياء، الذين تحولوا إلى قتلة، وحتى الحرامية في القصور الذين أصبحوا قتلة للمجتمع بأكمله، فساداً واتجاراً بالأسمدة والحبوب الفاسدة والتقاوي الفاسدة، والنظام لا يتفرج فحسب، ولكن يدعم بالتحلل وإغماض الأعين عن الفساد والتطرف في الجامعات والمساجد، وبذلك إنما يقول لداعش وغيرها: (السودان دا كان بقى كلب أجرب ما بقول ليه جر) أو كما قال الشريف زين العابدين في الديموقراطية السابقة.

والمرتزقة هم تروس الحروب الآن ولهم شركات توظيف مثل وكالة بلاكووترز Black Water الأمريكية التي جندت المرتزقة للحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق ولا أستبعد ضلوعها في تجنيد الجنسيات المختلفة عربية وغير عربية لمختلف جبهات الحروب من أفغانستان إلى النصرة في سوريا وداعش في العراق وسوريا والكويت والسعودية والبحرين وفلسطين ولبنان ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وبوبكو حرام في الحزام الصحراوي إلى نيجيريا والكميرون. والمرتزق كما ذكرت مع من يدفع أكثر.

أرى تحت الرماد وميض نارٍ وأخشى أن يكون لها ضِرامُ
------------
وانا شايف البلد
الطيب جناها وقمنا في خُديرها،
شاحدك يا كريم
لا تحصِّل خراب
لا أرجى يوم وديرها!!!!

حقوق النشر © القدال